لجأت كبرى شركات الأعلاف العاملة في مصر إلى بيع الذرة وفول الصويا للتجار والموزعين بالدولار، وسط الارتفاع المتتالي بأسعار الأعلاف في السوق المحلية، بحسب 3 مسؤولين في القطاع تحدثوا إلى "الشرق" طالبين عدم الكشف عن أسمائهم.
يأتي ذلك في وقت تشهد فيه أسعار الأعلاف ارتفاعاً قياسياً نتيجة زيادة الطلب وقلة المعروض، حيث قفزت أسعار الذرة بنحو 48% خلال شهر يناير الماضي إلى 20 ألف جنيه مقابل 13.5 ألف للطن في ديسمبر 2023، بحسب مسؤول حكومي.
تعيش مصر أزمة اقتصادية صعبة، تفاقمها التوترات الجيوسياسية في المنطقة، إلى جانب شح شديد في السيولة الدولارية لديها بسبب تراجع تحويلات العاملين في الخارج، وإيرادات السياحة، والصادرات بشكلٍ أساسي. ويبلغ سعر الصرف الرسمي 30.9 جنيه للدولار في البنوك، بينما تجاوز السعر في السوق السوداء مستوى 70 جنيهاً.
اجتمع منتصف الأسبوع الماضي عدد من الشركات المنتجة والمستوردة للأعلاف مع التجار لمناقشة إمكانية بيع الأعلاف لهم بالعملة الصعبة كالدولار واليورو، وفق ما ذكره مسؤول حكومي آخر مطلع على تفاصيل الاجتماع لـ"الشرق".
المسؤول أفصح أن الاجتماع شمل كبرى شركات إنتاج واستيراد الأعلاف مع عدد من كبار تجار الأعلاف، لعرض بيع الذرة المحلية بشكلٍ خاص بالعملة الصعبة، وتوفير نفقات الشحن الدولي.
وأضاف أن "بعض الشركات اتفقت على شراء الذرة الصفراء المحلية بالعملة الصعبة بتسهيلات سداد لمدة شهر، وانتهى الاجتماع بالموافقة على تلبية طلباتهم بالتسهيلات المطلوبة. في حين أصرّت بعض الشركات على الشراء بالجنيه المصري، ولم تتم الموافقة على طلبها".
تمثل الأعلاف نحو 70% من مكوّنات إنتاج العديد من السلع الغذائية كالدواجن والبيض واللحوم والألبان، بحسب تصريحات سابقة لرئيس شعبة الدواجن باتحاد الغرف التجارية عبد العزيز السيد.
أحد المسؤولين الحكوميين أكد في حديثه مع "الشرق" أن الكميات التي كانت معروضة للبيع بالعملة الصعبة خلال الاجتماع بين المنتجين والتجار تصل إلى 120 ألف طن ذرة مزروعة في مناطق توشكي وشرق العوينات والفرافرة.