آراب فاينانس: ألقى الدكتور محمد فريد، رئيس الهيئة العامة للرقابة المالية، الكلمة الرئيسية بالمؤتمر المهني الدولي الثاني عشر لاتحاد المحاسبين والمراجعين العرب، الذي عُقد في القاهرة تحت عنوان «الاستدامة، الشفافية المالية، التحول الرقمي، والتنمية الاقتصادية»، بحضور عدد من الوزراء ورؤساء الهيئات وخبراء الاقتصاد والمحاسبة من مصر وخارجها.
وأكد فريد أن الاستدامة والشفافية المالية والتحول الرقمي تمثل ركائز أساسية لتحقيق التنمية الشاملة وجذب الاستثمارات، مشيراً إلى أن الأسواق العالمية تشهد تحولاً متسارعاً في توجيه رؤوس الأموال نحو الاستثمار المستدام، وهو توجه يزداد وضوحاً في مصر من خلال إصدار أول سندات خضراء وإطلاق أول سوق منظم طوعي للكربون، بما يعزز مكانة السوق المصرية كمركز إقليمي للتمويل المستدام.
وأوضح رئيس الهيئة أن مهنة المحاسبة والمراجعة تواجه تحديات كبيرة أبرزها التحديث المستمر لمعايير المحاسبة، ما يتطلب تدريباً متطوراً ودعماً فنياً للممارسين.
وأشار إلى أن معايير المحاسبة المصرية شهدت تطويراً شاملاً يعكس الممارسات الدولية، شمل إدخال نموذج إعادة التقييم للأصول الثابتة وغير الملموسة، واعتماد القيمة العادلة للاستثمار العقاري، ومعالجة فروق أسعار الصرف بشكل أكثر دقة، فضلاً عن تيسير قواعد قيد مراقبي الحسابات واشتراط التطوير المهني المستمر.
أضاف أن الفترة الماضية شهدت صدور تفسير محاسبي جديد لأول مرة في مصر والمنطقة لتنظيم المعالجة المحاسبية لشهادات خفض الانبعاثات الكربونية، بما يحدد بدقة طرق تصنيفها ومعالجتها وفقاً للغرض التجاري من إصدارها أو شرائها.
وأكد فريد أن هذه الإصلاحات تمثل أساساً للبناء نحو تعزيز الشفافية ودعم قرارات الاستثمار والتمويل، مشدداً على أن تطوير الكوادر البشرية وتكثيف برامج التدريب سيضمن استدامة أثر هذه الإصلاحات ويدعم قدرة الاقتصاد الوطني على النمو.
في ختام كلمته، وجّه الشكر لاتحاد المحاسبين والمراجعين العرب على تنظيم المؤتمر، مؤكداً التزام الهيئة بالتعاون مع جميع الشركاء لتعزيز الثقة والابتكار وتحقيق نمو اقتصادي مستدام ينعكس على المجتمع ككل.