وزيرة التخطيط: الاستثمار في رأس المال البشري ركيزة النمو

أخر تحديث 2025/11/18 08:43:00 ص
وزيرة التخطيط: الاستثمار في رأس المال البشري ركيزة النمو

آراب فاينانس: شاركت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، في فعاليات اليوم الثاني من معرض ومؤتمر Cairo ICT 2025، وذلك خلال جلسة بعنوان «الاستثمار في رأس المال البشري في عالم تقوده التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي».

وأكدت الوزيرة، أهمية انعقاد مؤتمر Cairo ICT هذا العام في ظل التحولات السريعة التي يشهدها العالم مدفوعة بتقنيات الذكاء الاصطناعي والتصنيع الذكي والبيانات الضخمة، وهو ما يفرض على الدول إعادة صياغة أولوياتها التنموية، وفي مقدمتها الاستثمار في الإنسان.

وقالت المشاط، إن الذكاء الاصطناعي أصبح أحد أهم محركات التغيير في الاقتصاد العالمي، إلا أن العنصر البشري يظل العامل الحاسم في توجيه هذا التغيير لخدمة أهداف التنمية الشاملة وتعزيز الإنتاجية والتنافسية.

وأضافت أن العلاقة بين الإنسان والذكاء الاصطناعي علاقة تكاملية، حيث توسّع التكنولوجيا قدرات البشر بينما يظل نجاحها مرهونًا بمهاراتهم وإبداعهم.

وأشارت إلى أن الدولة المصرية جعلت الاستثمار في رأس المال البشري محورًا رئيسيًا في استراتيجيتها للتحول الرقمي وبناء اقتصاد المعرفة، لافتة إلى ارتفاع نسبة الاستثمارات العامة الموجهة لقطاعات التنمية البشرية من 17% في 2014/2015 إلى 28% في 2025/2026، بما يعكس التزام الدولة بوضع المواطن في قلب خططها التنموية.

وقالت الوزيرة، إن الحكومة تولي اهتمامًا متزايدًا بتطبيقات الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات لما لها من تأثير مباشر على جودة الخدمات العامة وكفاءة الموارد، مؤكدة أن الذكاء الاصطناعي لم يعد رفاهية، بل أصبح ضرورة لتحسين الخدمات ودعم صناعة القرار.

كما استعرضت المشاط، «السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية»، التي أعدتها الوزارة كإطار شامل يتكامل مع رؤية مصر 2030 وبرنامج عمل الحكومة، وتضع أولوية للقطاعات الأعلى إنتاجية والأقدر على التصدير، ومنها تكنولوجيا المعلومات، والصناعات التحويلية، والسياحة، والزراعة، والطاقة.

وأشارت كذلك إلى الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي التي أكد رئيس الجمهورية، في كلمته الافتتاحية للإصدار الثاني منها، أهمية استكمال التحول نحو مجتمع رقمي يتبنى أحدث التكنولوجيات.

وتطرقت الوزيرة، إلى نشاط المجموعة الوزارية لريادة الأعمال، موضحة أنها حددت 12 قطاعًا ذا أولوية لدعم الابتكار وفتح أسواق جديدة، من بينها التقنيات الصحية، والتعليم الرقمي، والطاقة المتجددة، والتنقل الذكي، والتكنولوجيا السياحية.

وأضافت أنه من خلال مشاورات موسعة مع أكثر من 250 جهة، تم إعداد «ميثاق الشركات الناشئة في مصر» الذي يضم أكثر من 80 إجراءً داعمًا سيتم الإعلان عنها قريبًا، تشمل تبسيط الإجراءات، وتيسير التمويل، ودعم التوسع الدولي، وتمكين الشركات الناشئة من المشاركة في المشروعات الحكومية.

وتناولت الوزيرة، الجدل العالمي حول تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل، مؤكدة أن القضية لا تتعلق بإحلال التكنولوجيا محل البشر، بل بفتح مسارات عمل جديدة قائمة على مهارات تشغيل وتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي.

وأضافت أن المرحلة المقبلة ستشهد ظهور وظائف نوعية تعزّز قدرات الكوادر وترفع الإنتاجية.

وأوضحت المشاط، أن مصر، بما تمتلكه من قاعدة سكانية تتجاوز 110 ملايين نسمة، تعد من الدول الغنية بالبيانات الضخمة، ما يوفر فرصًا واسعة لتعظيم الاستفادة منها في تحسين الخدمات العامة عبر حلول الذكاء الاصطناعي.

وأشارت إلى أن المشروعات الجارية في قطاعات الصحة والتعليم والتدريب تولّد حجمًا كبيرًا من البيانات القابلة للتحليل والتوظيف.

وأضافت أن مؤتمر الصحة والسكان والتنمية البشرية الأخير تناول دور الذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي وتأثيره على تحسين الخدمات، مؤكدة أن هذه التطبيقات تساهم في مسار النمو وتخلق فرص تشغيل جديدة قائمة على المعرفة.

وأكدت أن مصر تمتلك المقومات التي تؤهلها لتكون مركزًا إقليميًا رائدًا في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، بدعم مباشر من القيادة السياسية.

واختتمت الوزيرة كلمتها، بالتأكيد على أن الإنسان سيظل محور التنمية في عالم يشهد تسارعًا تكنولوجيًا غير مسبوق، مشيرة إلى أن الاستثمار في رأس المال البشري هو الاستثمار الأعلى عائدًا. 

اخبار مشابهة