صابرينا سلامة رئيسة الشراكات بـ سيدستارز: جهود الحكومة لتحسين بيئة الأعمال مطمئنة للمستثمرين

أخر تحديث 2025/12/02 10:18:00 ص
صابرينا سلامة رئيسة الشراكات بـ سيدستارز: جهود الحكومة لتحسين بيئة الأعمال مطمئنة للمستثمرين

آراب فاينانس: قالت صابرينا سلامة، رئيسة شراكات منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بشركة سيدستارز العالمية، ومقرها سويسرا، إن الجهود التي تبذلها الحكومة المصرية لتحسين بيئة الأعمال مطمئنة للمستثمرين.

وأضافت سلامة، في مقابلة حصرية لـ آراب فايننانس أن الشركة تعمل على مشروع حاليًا لدعم رائدات الأعمال في مصر لتعزيز الشمول المالي لديهن، لافتة إلى أن الاقتصاد المصري يتحسن يومًا بعد يوم، وأن الثقافة والوعي بريادة الأعمال أصبح أكبر بكثير من ذي قبل، وإلى نص الحوار:

ما هى تفاصيل المشروع الذي تقودينه لتعزيز الشمول المالي لدى رائدات الأعمال بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومنها مصر؟

بالفعل لدينا مشروع بشركة سيدستارز لتعزيز الشمول المالي لدى السيدات ورائدات الأعمال بالأسواق النامية والناشئة، حيث نعمل في الشركة على مشروع إقليمي بمنطقة الشرق الأوسط لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة، كما نقوم بتنمية مهاراتهن، للوصول للأسواق المستهدفة، بطرق فعالة، وندرس حاليًا السياسات الحكومية والشركات تجاههن في محاولة لتحسين أوضاعهن، ونحن نتعاون تعاون كبير مع الحكومة المصرية ممثلة في وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي في هذا المجال.

ونحن نعمل الآن على دراسة وفهم كيفية تهيئة البيئة الاستثمارية ومناخ العمل لرائدات الأعمال في مصر لتجاوز أي عقبات تقف أمامهن بالتعاون مع الحكومة المصرية، مثل كيفية حصولهن على القروض من البنوك، وكيف يقمن بالاستثمار، وكيف يسجلن الشركات وكيف يديرن المشاريع ويقمن بتطويرها ونموها لتكون مصدر دخل لهن، ويضم هذا المشروع معظم المنظمات العاملة في دعم وتنمية رائدات الأعمال.

كذلك لدينا مشروع أخر مع البنك الأوروبي لإعاد الإعمار والتنمية وهو مشروع يهتم بتنمية مهارات وخبرات رواد الأعمال، فضلا عن تمويل مشروعاتهم.

كيف ترين جاذبية السوق المصري للاستثمار في الشركات الناشئة خاصة في قطاع التكنولوجيا؟

نحن نعمل في مصر ومع كل الدول النامية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومصر من الدول التي لها أولوية لدينا في الاستثمار حيث نرى أن الاقتصاد المصري يسير في اتجاه التحسن يومًا بعد يوم، كما نرى أن الحكومة تعمل بشكل دائم على تحسين البيئة الاستثمارية وتسهيل إجراءات تأسيس الشركات، فضلًا عن الرغبة التي نراها حاليًا من جانب القطاع العام والحكومة لتحسين مناخ الأعمال والبيئة الاستثمارية وهو وضع مطمئن لأي مستثمر يرغب في الاستثمار في مصر، ورغم ذلك نحن ننظر لأي سوق نستثمر به بنوع من الحذر، وذلك تحسبًا لأي مخاطر قد تحدث، لكن النسبة لمصر فهي من الأسواق القوية التي نركز عليها جدًا وهو سوق به وعي وسوق يقظ، وما ينقص السوق حاليًا تعمل عليه الحكومة بالتعاون مع العديد من الجهات التي لها صلة بالشركات الناشئة.

كيف يمكن لرواد الأعمال المصريين الاستفادة من التحول الرقمي الحكومي في تطوير أعمالهم؟

هناك تحسن كبير في سرعة الإجراءت المتبعة في تأسيس الشركات وإضافة شركاء جدد وتغيير اسم الشركة، وهذه الإجراءات كانت تأخذ وقت طويل نتيجة الإجراءات الحكومية الروتينية، ومع التحول الرقمي أصبحت هذه الإجراءت أسهل بكثير، وهو ما يطور الشركات الناشئة ويساعد رواد الأعمال.

ما هي أكبر التحديات الهيكلية التي تواجه الشركات الناشئة المصرية؟

إن أكبر تحدي يواجه رواد الأعمال في مصر هو تحدي التمويل وفي أحيان كثيرة تكون المرحلة التي يمر بها المشروع لا تحتاج إلى التمويل أصلًا، كما أن هناك تحدي ثاني وهو غياب المرشد لهم في مشروعاتهم.

كيف ترين الفجوات التمويلية التي قد تعاني منها بعض الشركات الناشئة؟

هناك فجوات تتعلق بعدم الرغبة في المخاطرة من جانب بعض المستثمرين خاصة في الأسواق النامية والناشئة، والأمر الأخر هو عدم فهم الأسواق التي يقوم المستثمر بالاستثمار بها، وهنا ينبغي التأكيد على نشر الوعي الاستثماري والثقافة المتعلقة بالشركات الناشئة.

مصر بها العديد من الخبرات في مجال الشركات الناشئة كما بها طلب كبير على الاستثمار ويتطلب الأمر هنا زيادة التمويل للشركات الناشئة.

ما هى شروط تقييم الشركات الناشئة لدى المؤسسين لتأمين تمويل ناجح؟

يجب أن يمتلك المؤسسين الخبرة الكافية والرغبة في النجاح، والثقة في المشروع والفكرة التي يقومون بها.

ما هى أبرز الفرص الاستثمارية في مصر أمام الشركات الناشئة؟

هناك العديد من صناديق الاستثمار في مصر والتي لديها رغبة في الاستثمار في مصر في العديد من المجالات خاصة في مجال التكنولوجيا المالية.

كيف يمكن لشركات رأس المال المغامر أن تتعاون مع الحكومة لتحسين البيئة التشريعية؟

أفضل شئ أن يجتمع جميع الأطراف بداية من الحكومة وحتى شركات رأس المال المغامر مع التركيز على تحسين البيئة التنظيمية والتشريعية ودراسة التحديات التي تواجه هذه الشركات لتحسين أوضاع البيئة الاستثمارية في مصر.

ما هى التحديات التي تواجه الشركات الناشئة عند الرغبة في التوسع خارج مصر مثل دول الخليج أو شمال أفريقيا؟

قد يكون هناك مشكلات ثقافية نتيجة التحول من مجتمع لآخر، وعدم الفهم الجيد لثقافة السوق الذي سيذهب إليه عند التوسع في مشروعه لذلك قبل اتخاذ قرار التوسع خارجيًا ينبغي أن يكون هناك معرفة جيدة بالسوق الخارجية، ويمكن دراسة السوق الخارجية من خلال الدخول في أحد حاضنات الأعمال بالسوق الجديدة للتعرف علي المستهلكين والمستثمرين بهذه الأسواق، وهناك العديد من حاضنات الأعمال الكبيرة في دول مثل المملكة العربية السعودية.

ما هى الأخطاء التي قد يرتكبها بعض رواد الأعمال عند تأسيس شركاتهم؟

أكبر خطأ هو التسرع في الخروج للأسواق الخارجية قبل أن يكبر مشروعه بالسوق الأولية، ولذا يجب اتخاذ قرارات مدروسة جيدًا قبل التوسع في أي مشروع خارجي.

كيف يمكن للشركات الناشئة أن يكون لديها ميزة تنافسية في ظل سوق متنامي عالمي؟

أهم شئ هو استخدام التكنولوجيا، والذكاء الاصطناعي، حيث يعد ذلك قيمة مضافة للشركات، وأكبر ميزة للشركات الناشئة الصغيرة هى أنها لديها مرونة وسرعة كبيرة جدًا، ونحن في عصر الذكاء الاصطناعي نحتاج سرعة كبيرة في النمو والتطور وعلى سبيل المثال الشركات الصغيرة التي لديها 50 موظف يمكنها تطبيق أدوات الذكاء الاصطناعي بشكل أسرع من الشركات كبيرة الحجم التي بها نحو ألف موظف.

ما هى أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي لدى الشركات الناشئة؟

سيؤثر الذكاء الاصطناعي على فقد بعض الوظائف لكنه في ذات الوقت سيضيف وظائف أخرى جديدة، والشركات التي لا تستخدم الذكاء الاصطناعي اليوم هى شركات تخسر موارد كبيرة جدًا، فالذكاء الاصطناعي وصل لمراحل متقدمة جدًا، وله دور كبير في نمو الشركات وتسريع تقدمها، كما يمكن للذكاء الاصطناعي حاليًا أن يساعد بعض الشركات في وضع الخطة الاستثمارية والخطة التسويقية والعملية للشركات الناشئة.

كيف يمكن نشر ثقافة الشركات الناشئة والتوعية بأهميتها للاقتصاد المصري؟

لقد جئت من فرنسا لمصر منذ نحو عشر سنوات لعمل ماجستير حول رواد الأعمال في مصر، وكان الناس ينظرون لرائد الأعمال نظرة مختلفة عن اليوم فقد حدث تغير كبير في الثقافة، وأصبحت ريادة الأعمال لها مكانة ونظرة أكبر وأقيم من السابق، بفضل الوعي عبر وسائل الإعلام  المختلفة والنجاحات التي تحققت من جانب بعض رواد الأعمال حيث أصبح هناك نماذج ملهمة للكثير من الشباب، إضافة إلى الأماكن التي تم تأسيسها مثل الحرم اليواني "الجريك كامبس" بالقاهرة والذي يحتضن مجتمع ريادة الأعمال والمبدعين في مجال التكنولوجيا إلى جانب، مراكز ريادة الأعمال بالجامعات المصرية، فكل شخص يمكن أن يكون مبتكر ورائد أعمال داخل عمله.

كيف ترين التوازن بين أمن المعلومات وحقوق المستهلكين وشركات التكنولوجيا؟

العالم كله يواجه هذه الإشكالية حاليًا لمعرفة أين تذهب بيانات المستهلكين وكيف يتم استغلالها، لذلك ينبغي وضع إطار قانوني لذلك مع تنظيم قواعد حاكمة لهذا الأمر، وهناك صراع حاليًا بين شركات التكنولوجيا وبين المطالبين بأمن المعلومات وحقوق المستخدمين، وهذا سيأخذ وقت بالطبع لتقنين الوضع ووضع أسس وقواعد حاكمة له وفي جميع الأحوال ينبغي أن يكون هناك حماية لخصوصية المستخدمين.

كيف ترين أهمية شركات التكنولوجيا المالية في مصر؟

هناك دور كبير لهذه الشركات خاصة في المجتمعات الريفية في العديد من القطاعات مثل القطاع الزراعي حيث يعيش في هذه المجتمعات الأفراد الذين لم يكن لديهم القدرة على استخدام التكنولوجيا وساهمت شركات التكنولوجيا المالية في وصول هؤلاء الأفراد للتمويل بسهولة مع استخدام أدوات التكنولوجيا بطرق سهلة وبسيطة.

أخيرًا.. بماذا تنصحين رواد الأعمال المقبلين على تأسيس شركات جديدة؟

أنصحهم ألا يتأخروا كثيرًا في تأسيس مشروعهم، وأن يطلقوا نقطة البداية وأن يكون لديهم القدرة على التجريب والتعلم من التجارب السابقة وعد التردد في اتخاذ القرار نحو تأسيس شركاتهم.

  

 

اخبار مشابهة