آراب فاينانس: قالت آية إسماعيل، الشريك المؤسس لشركة انطلاق لريادة الأعمال، إن الشركات الناشئة المصرية لها فرص واعدة للتوسع في أفريقيا، وهو ما يعطي لها فرص كبيرة للنمو والتحسن.
وأكدت إسماعيل في مقابلة حصرية لـ آراب فاينانس، على أهمية التمويل والاستثمار في المراحل المبكرة للشركات الناشئة مطالبة بضرورة قيام الشركات بإيجاد حلول مبتكرة وحقيقية للمشكلات سواء في الأسواق الناشئة مثل مصر أو في الأسواق الشبيهة لها في الدول المجاورة، شرط ألا تكون حلول مستنسخة من الخارج لنماذج عالمية فقط، مما يعطيها مزايا تنافسية جاذبة للاستثمارات الأجنبية سواء في مصر أو للتوسع بالقارة الأفريقية، وإلى نص الحوار:
ما تقييمك للبيئة الاستثمارية حاليا في مصر؟
بالنسبة للوضع الاستثماري الحالي في مصر، به بعض التحديات، ولكن لاتزال رغم ذلك هناك فرص موجودة، وقد كانت أكثر التحديات التي تقابل المناخ الاستثماري في مصر، خلال الفترة الماضية هى التضخم، وسعر الصرف الذي كان غير مستقر لكن بعد تحرير سعر الصرف أدى ذلك إلى تحسين واستقرار السوق بشكل كبير، بالإضافة للحاجة لبعض الإصلاحات التشريعية، والهيكلية التي تساعد الشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة، وتقدم لها تسهيلات، إلى جانب بعض التسهيلات الضريبية.
وبالنسبة للفرص لاتزال هناك فرص متاحة أمام رواد الأعمال في مصر، سواء داخل السوق المصرية ذاتها، وهى سوق كبيرة ومتنوعة يصل عدد سكانها لنحو 120 مليون نسمة، وتتسع للعديد من الشركات، لتقديم الخدمات والنمو بهذه السوق، وأرى أن الشركات الناشئة المصرية لو قامت بالتركيز على التوسع خارجيًا خاصة نحو أفريقيا بشكل كبير سيؤدي ذلك لتطور وتحسن كبير في المناخ الاستثماري المصري.
كيف يمكن للشركات الناشئة أن تساهم بفعالية في الاقتصاد المصري؟
الشركات الناشئة تُعالج مشاكل حقيقية، فأحيانا تُعالج المشكلات بكفاءة أعلى من النظم التقليدية أو الشركات الكبرى، إلى جانب أنها تخلق فرص وظيفية عديدة، في قطاعات التكنولوجيا، والتي بها تحول تكنولوجي لبعض القطاعات التقليدية مثل الزراعة والصناعة، بخلاف تصدير التكنولوجيا والخدمات الرقمية للشركات المجاورة بالأسواق الخارجية، وهو ما يعد مساهمة ملموسة للشركات الناشئة في الاقتصاد المصري، لكن اعتقد أن أهم مساهمة للشركات الناشئة في الاقتصاد المصري هو توفير حلول بديلة للمشكلات المحلية من خلال استيراد هذه الحلول من الخارج، فضلا عن إيجاد فرص عمل لقطاع كبير جدًا من المواطنين المصريين بشكل عام وكلما تم دعم الشركات الناشئة كلما زادت فرص العمل.
ما هي أكبر التحديات الهيكلية التي تواجه الشركات الناشئة المصرية اليوم، وكيف تغيرت هذه التحديات مقارنةً بالخمس سنوات الماضية؟
التحديات الهيكلية في الحقيقة تأتي من تحديات خارجة عن أيدينا، وبالطبع الوضع الإقليمي هو الذي يؤدي إلى عدم ثبات الاقتصاد بشكل عام، بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل صعوبة التمويل في المراحل الأولية للشركات، ونحن نعلم ذلك، وبالتالي المستثمرين، دائمًا ما يكونوا حذرين للاستثمار في المراحل الأولية للشركات الناشئة، وهذه أبرز التحديات الهيكلية التي تمر بها الشركات الناشئة.
وبالنسبة للتحديات وتغيرها خلال الخمس سنوات الأخيرة عن الوقت الراهن فقد حدث بالفعل اختلاف حيث كان خلال الخمس سنوات الماضية هناك تركيز واهتمام بتقييم الشركات لكن الآن هناك تركيز أكبر على الواقع الفعلي للشركات وفكرتها، واستدامة هذه الشركات الناشئة وربحيتها، وأصبح حاليًا هناك نضج أكبر لقطاع ريادة الأعمال بشكل عام، وهذا أدى لزيادة التنافسية في تقديم الحلول المتكاملة التي بها استدامة بشكل أكبر من جانب الشركات الناشئة التي تدخل للسوق.
كيف تُقيمين جاذبية السوق المصري للاستثمارات الأجنبية المباشرة في قطاع التكنولوجيا والشركات الناشئة؟
السوق المصرية هى سوق جاذبة نظرًا لحجم السكان الكبير، ويتسع لكثير من الشركات الناشئة، والتي ينبغي أن تكون شركات جاذبة للاستثمارات الأجنبية، خاصة لقطاع التكنولوجيا إذ تتمتع مصر بمواهب تكنولوجية كثيرة، فالعقول المصرية في مجال التكنولوجيا متقدمة جدًا، داخل قارة أفريقيا، إضافة إلى أن القطاعات التكنولوجية، والبنية التحتية الرقمية تنمو بشكل سريع في مصر، وهى محاور وركائز أساسية تجذب الاستثمارات بشكل عام.
كيف يمكن للشركات الناشئة المصرية أن تكتسب ميزة تنافسية وسط المنافسة العالمية الكبيرة خاصة في قطاع التكنولوجيا؟
المزايا التي يمكن للشركات الناشئة المصرية أن تكتسبها كميزة نسبية عالمية هى أن الحلول تكون موجهة للأسواق الناشئة مثل مصر، وموجهة كذلك للتوسع في أفريقيا، لأن السوق الأفريقية سوق كبيرة جدًا تضم 54 دولة، ومشكلاتهم شبيهة بالأسواق الناشئة مثل مصر، وبالتالي يجب أن تكون هذه الشركات تقدم حلول حقيقية ومبتكرة وألا تكون نسخ لنماذج عالمية فقط، مما يعطيها مزايا تنافسية جاذبة للاستثمارات الأجنبية سواء في مصر أو للتوسع بالقارة الأفريقية.
ما هي القطاعات التي ترين فيها أكبر إمكانية للنمو والتحول في مصر خلال السنوات القادمة؟
أبرز القطاعات التي لها فرص للنمو والتحول خلال الفترة الحالية والمقبلة، هى التكنولوجيا الزراعية، ولاتزال هناك فرص غير مستغلة في قطاع التكنولوجيا الزراعية داخل مصر، وكذلك في حالة التوسع في أفريقيا، فضلا عن قطاع تكنولوجيا الطاقة المتجددة والنظيفة، وكذلك التكنولوجيا الصحية، وتكنولوجيا التعليم، وهى من أهم القطاعات التي لها فرص نمو كبيرة إلى جانب الخدمات اللوجيستية والصناعة الرقمية، ولاتزال هناك فرص في هذه القطاعات غير مستغلة سواء في مصر أو القارة الأفريقية، وفي حالة استمرار الشركة الناشئة في مصر 5 أو 10 سنوات بنجاح، وأرادت التوسع في أفريقيا سيكون ذلك نقطة فارقة في حياة هذه الشركة الناشئة.
كيف يمكن لرواد الأعمال المصريين الاستفادة المثلى من التحول الرقمي الحكومي في تطوير مشروعاتهم؟
الاستفادة الرئيسية للشركات الناشئة من التحول الرقمي الحكومي في تطوير مشروعاتهم هو خلق فرص للشراكات مع الحكومة، لأنه كلما قامت الحكومة بالتحول الرقمي كلما زاد ذلك من احتياجها لخدمات رقمية مختلفة، يمكن للشركات الناشئة أن توفرها وتقدمها للجهات الحكومية، مثل الدفع الإلكتروني، والتحقق الإلكتروني، وكذلك تقديم بعض خدمات الرقمنة للبيانات الحكومية، وهو ما يؤدي في النهاية لتحسن تجربة المواطن، بشكل عام في الخدمات الحكومية وهو ما يزيد من فرص الشركات الناشئة، في الوصول لعدد أكبر من المواطنين مما يؤدي لسرعة نمو الشركات الناشئة في مصر.
هل ترين أن صناديق الاستثمار الجريء المحلية لديها القدرة الكافية لدعم الشركات الناشئة في مرحلة النمو والتوسع؟
الصناديق المحلية كافية ومهمة في دعم ونمو الشركات في المراحل المتقدمة، وأن كانت هذه من أبرز التحديات التي تواجه الشركات الناشئة للحصول على الاستثمارات المناسبة والتمويل الكافي، في المراحل المبكرة.
متى يجب أن تبدأ الشركة الناشئة المصرية في التفكير بجدية في التوسع خارجياً، وما هي أهم العلامات التي تدل على استعدادها لذلك؟
يمكن للشركة أن تقوم بالتوسع عندما يكون لها نموذج مالي جيد يمكنها من التوسع خارجيًا، وكذلك عندما تكون قد تمكنت بقوة من السوق المحلية، وتقدم خدماتها أو منتجاتها بشكل متماسك، وتكون قد وصلت لنوع من الثبات في نموها، وهذا سيجعلها قادرة على تكرار النموذج المحلي خارجيًا، وفي أسواق متشابهة، والسوق الأفريقية هى سوق واعدة جدًا وأي شركة ناشئة عندما تتمكن من السوق المصرية وتبدأ في التفكير في التوسع في أفريقيا تكون هذه نقطة تحول كبيرة لها.
حدثينا عن شركة انطلاق لريادة الأعمال ومشروعاتها المستقبلية؟
شركة انطلاق لريادة الأعمال هى مركز فكر وشركة استشارات مصرية، هدفها دعم قطاع ريادة الأعمال، من خلال الأبحاث والتقارير، التي تقيم ريادة الأعمال المصري بشكل عام للشركات الناشئة وحجم الاستثمارات، فضلا عن تقييم القطاعات المتخصصة داخل قطاع ريادة الأعمال، وأدائها وكفائتها، والفرص التي تحتاج إلى مزيد من الدعم والتي بها طاقات غير مستغلة مثل التكنولوجيا المالية أو التكنولوجيا الزراعية، والتكنولوجيا النظيفة والطاقة المتجددة، أو القطاعات التكنولوجية المختلفة.