الشركات الناشئة في مصر.. الدكتور أشرف توكل يكشف عن تأثير رواد الأعمال في الاقتصاد

أخر تحديث 2025/12/04 02:58:00 م
الشركات الناشئة في مصر.. الدكتور أشرف توكل يكشف عن تأثير رواد الأعمال في الاقتصاد

آراب فاينانس: طالب الدكتور أشرف توكل، المؤسس والمدير التنفيذي لشركة إنترسيكشن وورلد intersection world، والخبير في مجال ريادة الأعمال والشركات الناشئة بالتركيز على مجال ريادة الأعمال بين طلاب الجامعات والمدارس، مؤكدًا على أن الشركات الناشئة في مصر هى قاطرة النمو الحقيقية، وأن البيئة الاستثمارية في مصر تتمتع بنمو وتطور مستمر.

وأضاف توكل، في مقابلة حصرية مع آراب فاينانس، أن مصر بها صناديق استثمارية عديدة وجيدة، وتقوم بدوي محوري في دعم الشركات الناشئة، وذلك في حد ذاته جاذب للصناديق الإقليمية والعالمية، لكن في نفس الوقت ينبغي خلق توازن بين أنواع الشركات الناشئة في مصر لإتاحة فرص حقيقية وكبيرة لهذه الصناديق، وإلى الحوار:

ما تقييمك للبيئة الاستثمارية حاليًا في مصر؟

البيئة الاستثمارية في مصر بشكل عام في تطور مستمر، وحجم ونوع البرامج الداعمة في نمو وتطور دائم، وإن كان الحجم الأكبر موجه للاستثمار في المشروعات الكبرى، والتنموية، وهذا شئ طبيعي لكن هذا له تأثير على مجال الشركات الناشئة وريادة الأعمال في مصر.

كيف يمكن للشركات الناشئة أن تساهم بفاعلية في الاقتصاد المصري؟

 ريادة الأعمال بشقيها سواء كانت شركات صغيرة أومتوسطة أو شركات ريادية قائمة على الابتكار هي قاطرة النمو الحقيقية لأي اقتصاد، وذلك لأن هذه الشركات لها تأثير كبير على الناتج القومي للبلاد من خلال تنوع الإنتاج وخلق فرص عمل جديدة بشكل مستمر، وهنا أود أن أوضح أنه من المهم للشركات الريادية القائمة على الابتكار، وخاصة الابتكار التكنولوجي ألا تخلط بين البحث والتطوير، وبين إيجاد حلول جاهزة لدخول السوق بشكل سريع، فالبحث والتطوير شئ مهم جدًا، لكنه يخدم شركات ناشئة مستقبلية.

وبالنسبة للشركات الناشئة التي ينبغي لها دخول السوق بأسرع وقت، يكون في هذه الحالة من خلال الابتكار من خلال التكنولوجيا، وهو متاح بالفعل لحل مشكلات جديدة أو مشكلات قائمة بطريقة أفضل.

ما هي أكبر التحديات الهيكلية التي ترى أنها تواجه الشركات الناشئة المصرية اليوم؟

اعتقد، ومن خلال خبرتي، وعملي لأكثر من 15 عامًا مع رواد الأعمال في مصر، أن معظم رواد الأعمال يركزوا على التقنيات، وليس على حل مشكلات بما هو متاح من هذه التقنيات، وهو ما يؤدي إلى رفع نسبة هذه الشركات من إجمالي عدد الشركات الناشئة، وهذا يعني أنه من الناحية الهيكلية أنه في حالة وجود عدد ثلاثة مؤسسين في المتوسط للشركة لهم مؤهلات تقنية، فهذا يؤدي بهم، لتعلم مهارات إدارة الأعمال، والتسويق ويجعلهم يركزوا أكثر، على ماذا نعمل؟ وليس لمن نبيع وكيف نبيع؟.

هناك تغيير مستمر بفضل منظومة ريادة الأعمال في مصر خلال السنوات الأخيرة لكن ذلك يحتاج تركيز أكبر ليس فقط على طلاب الجامعات لكن طلاب المدارس أيضًا بجميع المرحل الدراسية، فالعمل الريادي هو عمل ينبغي رعايته وتربيته بشكل مستمر لدى هذه الأجيال.   

كيف تقيّم جاذبية السوق المصري للاستثمارات الأجنبية المباشرة  في قطاع التكنولوجيا والشركات الناشئة حاليًا؟

التغيرات والتقلبات الاقتصادية عالميًا أدت إلى تقلص الاستثمار بشكل عام، وهو ما انعكس بالطبع على الشركات الناشئة، لكن وفي ذات الوقت مصر لاتزال بفضل مقومات شبابها العلمية نقطة، ومركز لجذب الاستثمار في مجال التكنولوجيا، لكن ينبغي ألا يكون ذلك في جميع قطاعات الشركات الناشئة ويكون هناك تنوع في مجالات الاستثمار المختلفة.

كيف يمكن للشركات الناشئة المصرية أن تكتسب ميزة تنافسية وسط المنافسة العالمية الكبيرة خاصة في قطاع التكنولوجيا؟

مصر بلد كبير جدًا، وقوي وفيه تنوع سكاني، وهذا في حد ذاته يميزها عربيًا وأفريقيًا، وذلك يعد مكسب كبير، لأنه كلما كانت هناك مشكلات كثيرة تواجه المجتمع فهذا يعني وجود فرص ريادية أكبر، وشركات ريادية أكثر.

ما هو دور رأس المال المغامر في نمو الشركات الناشئة في مصر؟

رأس المال المغامر، يعد أحد أبرز الأسس في أي منظومة لريادة الأعمال، بأي بلد وله أهمية كبيرة، ولكي نُعظم الاستفادة منه ينبغي أن يكون هناك وعي مالي أكبر من الوعي التكنولوجي لدى رواد الأعمال، لأن المستثمر المغامر لا يستثمر في أفكار مجردة لكنه يستثمر في شركات ترى أن لها فرص في السوق ولديها قدرة على استغلالها، وبالطبع هناك استثمار مغامر يستثمر في التكنولوجيا لكن نسبته أقل بكثير من الاستثمار في الفرص، وهنا يجب أن أشير إلى أنه طالما فكر الشركات الناشئة هو التركيز على السوق وحل المشكلات بالتكنولوجيا المتاحة، يمكن لها أن تأخر طلبها للاستثمار حتى يكون لديها قيمة واضحة، وهو ما نسميه في كل منظومات ريادة الأعمال بوت سترابينج "البناء على القاعدة" Bootstraping، وهو ما يشجع على الاستثمار المغامر بشكل أكبر، ويحمي رائد الأعمال في ذات الوقت من خسارة جزء كبير من شركته في جولته الاستثمارية الأولى.

هل ترى أن صناديق الاستثمار الجريء المحلية لديها القدرة الكافية لدعم الشركات الناشئة في مرحلة النمو والتوسع؟ وما هو دور صناديق الاستثمار الإقليمية والدولية في سد هذه الفجوة؟

نحن في مصر لدينا صناديق استثمارية عديدة وجيدة، وتقوم بدوي محوري في دعم الشركات الناشئة، وذلك في حد ذاته جاذب للصناديق الإقليمية والعالمية، لكن في نفس الوقت ينبغي خلق توازن في أنواع الشركات الناشئة في مصر لإتاحة فرص حقيقية وكبيرة لهذه الصناديق.

حدثنا عن شركة إنترسيكشن وورلد التي ترأسها وأهم المشروعات المستقبلية لها؟

شركة إنترسيكشن وورلد هي شركة تعمل في مجال الابتكار المتمحور والمتمركز حول الإنسان، ونحن نركز بالدرجة الأولى على حل المشكلات الخاصة بالإنسان في حياته اليومية ومن واقع البيئة المحيطة به، حيث نبحث في هذه المشكلات ونحدد المستخدمين المستهدفين، بغض النظر عن نوع التكنولوجيا المستخدمة، فنحن نحل المشكلات بطريقة مبتكرة وسهلة وهذه هى الأولوية بالنسبة لنا قبل التكنولوجيا فالتكنولوجيا بالنسبة لنا هى أداة ووسيلة، وهى ليست مرتفعة السعر في حد ذاتها، وهذا ما يجعل أي شركة ناشئة تستطيع دخول السوق بشكل أسرع، فاستخدام التكنولوجيا غالبًا يسهل الحلول، لكن لا يجوز أن تكون عبارة عن تكنولوجيا في مرحلة التطوير لأن ذلك يؤخر من دخول الشركة للسوق وتكون تكلفته أعلى.

 نحن نقدم خدماتنا في مجال الابتكار والتصميم المتمحور حول المشكلات الحقيقية في المجتمع من خلال عدة محاور، منها ما يخص الشركات القائمة لمساعدتهم في إيجاد حلول جديدة لمشكلات يرغبون في حلها أو تطوير منتجات موجودة لديهم بالغعل، وفي بعض الأحيان تكون المشكلات في نموذج العمل نفسه، وهذا أيضا نعمل عليه من خلال جلسات وورش عمل متتابعة لإيجاد طرق جديدة لتطوير نموذج العمل ذاته.

المحور الثاني الذي نعمل عليه، والذي نقدم من خلاله خدماتنا هو قطاع الشركات الصغيرة والناشئة التي تبحث عن حلول مبتكرة إذ نقدم لهم خدمات تدريبية مكثفة وتتركز على خلق قيمة وتصميم نماذج أعمال ناجحة مع التعرف العميق على العملاء المحتملين، واحتياجاتهم، من خلال الاحتضان والتدريبات المختلفة فضلًا عن عرض أفكار شركات رواد الأعمال بطريقة سليمة تؤهلهم للحصول على الاستثمار والتمويل المطلوب، حيث تتعاون إنترسيكشن وورلد مع الشركاء المختلفين في منظومة ريادة الأعمال لإدارة فترات الاحتضان بهدف دعم وتهيئة وتمكين رواد الأعمال من ابتكار حلول لعملائهم المستهدفين وتطوير نماذج الأعمال الخاصة بهم، وبالنسبة لمشروعاتنا المستقبلية سنركز خلال الفترة المقبلة على زيادة شراكات الاحتضان داخل وخارج مصر.

متى يجب أن تبدأ الشركة الناشئة المصرية في التفكير بجدية في التوسع خارجياً، وما هي أهم العلامات التي تدل على استعدادها لذلك؟

إن خدمة قطاع واضح من العملاء المستهدفين يكون من خلال تطوير رؤية واضحة للمشكلة و تطوير قيمة مقترحة حقيقية لحل هذه المشكلة لهؤلاء العملاء، وهذا يستغرق وقت ويختلف من مجال لآخر، ومن مؤسسين لآخرين لكن في النهاية عندما يتحقق يكون هو الطريق الوحيد للتوسع خارج مصر لخدمة نفس نوع العملاء في البلاد الأخرى.

ما هي أبرز التحديات اللوجيستية والتشريعية التي تواجه الشركات الناشئة المصرية عند محاولة التوسع في أسواق إقليمية أخرى؟

هذا يعتمد على السوق الإقليمي المستهدف لأن كل بلد لديها تشريعاتها ولا ينبغي أن نضعهم جميعًا في سلة واحدة.

كيف يمكن لشركات التكنولوجيا المالية المساهمة بشكل فعال في تحقيق أهداف الشمول المالي خاصةً في المناطق الريفية؟

هذا سؤال مهم ومحوري للغاية، فمصر كما ذكرت بلد كبير، وبه تنوع حقيقي، وهو ما يفتح باب للفرص الكبيرة، ومن ضمنها الشمول المالي بالمناطق الريفية، ومن المهم البحث عن أفكار كثيرة ومتنوعة تعتمد على سكان المنطقة التي بها المشكلات، ومعرفة نوع المشكلات المالية بها، وهذه كثيرة ولا ينبغي أن تتركز فقط على التمويل الاستهلاكي، والمدخل الوحيد من وجهة نظرنا في إنترسيكشن هو الفهم العميق للناس، والمجتمع في هذه المناطق مع القدرة على التحليل بشكل واقعي لإيجاد الحلول المناسبة.

ما هى أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي للشركات الناشئة حاليًا؟

الذكاء الاصطناعي أداة في غاية الأهمية، ولاتزال في الموجة الأولى وهى أداة يمكن استخدامها كعامل مساعد لحل العديد من المشكلات المختلفة التي على احتياج كبير، وهو ما يخلق أسواق جديدة، فمصر بها عقول وكوادر أكثر من ممتازة في مجال التكنولوجيا الرقمية، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي، لكن هذا ليس هو عنق الزجاجة، فعنق الزجاجة هو فهم احتياجات السوق المحلية ثم كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي لحلها بطريقة مبتكرة.

بماذا تنصح شباب رواد الأعمال المقبلين على تأسيس الشركات الناشئة؟

نصيحتي لهم هى ضرورة التركيز على العملاء ومشكلاتهم، مع العمل على أبسط قيمة يمكن تقديمها للعمل يمكنها أن تحل أساس المشكلة، ولا ينبغي أن تتعجل في طلب الاستثمار. كما يجب ألا يقع رواد الأعمال في حب الأفكار والحلول بل ينبغي التركيز على السوق أولًا مع التمتع بالمثابرة والإصرار على النجاح والاستفادة من التجارب السابقة.

اخبار مشابهة