آراب فاينانس: نظّمت جامعة السويدي – بوليتكنك مصر (SUTech) حلقة نقاشية بعنوان: الذكاء الاصطناعي والطاقة.. وجهان لعملة واحدة داخل الحرم الجامعي.
وجمعت الندوة نخبة من رواد الرأي والخبراء من الأوساط الأكاديمية والتكنولوجية والطاقة، لمناقشة الإمكانات الواسعة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي في رفع كفاءة منظومة الطاقة، وكيفية تحقيق توازن مستدام بين الابتكار والتقنيات التي تتطلب موارد طاقة متزايدة وكوادر بشرية مؤهلة.
ينبغي التعاون بين المؤسسات التعليمية والصناعية
ومن جانبه أكد الدكتور أحمد حسن يوسف، رئيس جامعة السويدي – بوليتكنك مصر أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد مادة دراسية، بل أصبح لغة التعلم الأساسية وفلسفة التعليم داخل الجامعة، موضحًا: "نحن نؤمن بأن الذكاء الاصطناعي يمثل مستقبل التعليم والعمل، وفي جامعة السويدي – بوليتكنك مصر (SUTech)، ندمج أدوات الذكاء الاصطناعي في جميع برامجنا، من الطاقة إلى التكنولوجيا والاستدامة، بهدف إعداد طلابنا لمستقبل سريع التغير".
وتابع: نُخرّج سنويًا طلابًا مؤهلين للانضمام إلى قطاعات تتبنى الذكاء الاصطناعي بوتيرة متسارعة، مثل الطاقة والبيئة والحوسبة، ونسعى لأن يكونوا روادًا رقميين يتميزون بالمرونة والقدرة على التكيّف مع مختلف بيئات العمل.
وشدد يوسف على أهمية التعاون بين الجامعات والقطاع الخاص لتحقيق الأهداف الوطنية، حيث قال: "التعاون بين مؤسسات التعليم العالي والقطاع الخاص عنصر أساسي لتحقيق أجندة مصر في تأهيل الرواد الرقميين. فالتعليم الفعّال لا يتحقق إلا من خلال التطبيق العملي، ومن المهم أن تكون الشركات شريكًا فعليًا في تدريب الطلاب وتوفير فرص ميدانية حقيقية تُمكّنهم من اكتساب الخبرات اللازمة لسوق العمل."
وقالت الدكتورة إيمانويلّا كولومبو، مندوبة رئيس جامعة بوليتكنيكو دي ميلانو لشؤون الدبلوماسية العلمية وحاملة كرسي اليونسكو "الطاقة من أجل التنمية المستدامة" إن التعاون مع جامعة السويدي – بوليتكنك مصر (SUTech) خطوة طبيعية بالنسبة لنا في بوليتكنيكو ميلانو، نظرًا للرؤية التعليمية الرائدة التي تتبناها الجامعة في دمج الذكاء الاصطناعي في قطاع الطاقة مشيرة إلى أن نموذجها التعليمي المبتكر والعملي يتيح للطلاب اكتساب المهارات اللازمة لمواجهة المتغيرات المستقبلية في هذا المجال الحيوي.
وأضافت: يقوم أساتذتنا بتدريب أعضاء هيئة التدريس بالجامعة ضمن برنامج 'تدريب المدربين (ToT) في مجال تكنولوجيا هندسة الطاقة، بمشاركة نخبة من الأساتذة من الجانبين، بهدف رفع كفاءة أعضاء هيئة التدريس وتحديث المناهج بما يتماشى مع أحدث الاتجاهات العالمية في كفاءة الطاقة، ونمذجة الأنظمة، واستراتيجيات الاستدامة.
كما صرح الدكتور ريكاردو ميرو، أستاذ مشارك في الهندسة الحرارية وأنظمة الطاقة الصناعية وشريك في كرسي اليونسكو "الطاقة من أجل التنمية المستدامة" قائلاً: "أرى أن الذكاء الاصطناعي سيعيد تشكيل مستقبل التعليم والبحث في قطاع الطاقة، من خلال تمكين الطلاب من اكتساب مهارات متقدمة تواكب متطلبات السوق المتطورة وتحديات الابتكار المستمر، منوهًا بأنه في ظل ازدياد دور الذكاء الاصطناعي في تطوير حلول الطاقة، من الضروري أن تركز المؤسسات الأكاديمية على الأبعاد الأخلاقية والاجتماعية والسياسية، لضمان دمج هذه التقنيات بطريقة مسؤولة وعادلة، تعزز الاستدامة وتخدم المجتمع بأسره."
وأوضح ميرو أن التكنولوجيا مهمة للغاية ويجب إعداد الطلاب والمهنيين والفنيين لها بما يضمن التركيز على الأشخاص ومهاراتهم عبر طرق مختلفة.
وأضاف ميرو أنه يجب الربط بين البحث العلمي والصناعة مع ضرورة استخدام الذكاء الاصطناعي وتشجيع الشركات الناشئة لافتًا إلى أهمية دور التعليم في المساهمة بالتطور الحاصل في الذكاء الاصطناعي.
ومن جانبه قال ?الدكتور حازم شاتيلا، الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي في السويدي إلكتريك، إن الذكاء الاصطناعي التوليدي يحتاج لمراكز بيانات قوية منوهًا بأنه من الضروري التركيز على الطاقة المتجددة لتخفيض الانبعاثات الكربونية.
بينما قالت ?الدكتورة منال سليمان، مدير عام إدارة التدريب والتطوير لشركة إنبى إن أي مؤسسة تعليمية ينبغي أن تعمل على تغيير عقول أبنائها، وأن تعمل على توعية الموظفين بأهمية المرحلة الجديدة للذكاء الاصطناعي، ووضع برامج فعالة لهم في هذا الشأن مشيرة إلى أن هناك تخوف من استبدال البشر بالذكاء الاصطناعي.
يجب توافر البنية التحتية اللازمة للذكاء الاصطناعي في مصر
وقال ?المهندس وائل حمدي، النائب الأول للرئيس التنفيذي ورئيس الهندسة والإنشاءات في السويدي إليكتريك إنه ينبغي توافر البنية التحتية اللازمة للذكاء الاصطناعي في مصر منوهًا بأن ذلك يحتاج لجهد كبير خاصة عندما نعلم أن مركز بيانات واحد للذكاء الاصطناعي يحتاج كهرباء تعادل 10 أضعاف ما يحتاجه مصنع لصهر الألومنيوم.
وأوضح حمدي أن شركة السويدي قامت بتنفيذ محطات للطاقة تعمل بكفاءة عالية جدًا مثل محطة كهرباء بني سويف في مصر، فضلًا عن إنشاء محطة كهرباء في إمارة الشارقة بالإمارات والتي نفذتها شركة السويدي وتعد من أعلى محطات الكهرباء في الكفاءة بمنطقة الخليج.
وأضاف حمدي أن شركة السويدي لديها 6 آلاف مهندس مصري يعملون بفروعها حول العالم، مشددًا على أهمية تعلم الباحثين توجيه الذكاء الاصطناعي بما يخدم الصناعة.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الحلقة النقاشية تأتي ضمن جهود جامعة السويدي بوليتكنك مصر (SUTech) لتعزيز التواصل بين التعليم والصناعة في مجالات التكنولوجيا والطاقة، وسد الفجوة بين إمكانيات الخريجين الجدد واحتياجات سوق العمل الصناعي.
وتقدم الجامعة أكثر من 15 برنامجًا معتمدًا، تم تطويرها بالتعاون مع رواد الصناعة، وتركز على الدمج بين الدراسة النظرية والتدريب العملي داخل المعامل والورش والمشروعات الميدانية، بما يتيح للخريجين الاندماج السريع في سوق العمل المحلي والدولي.
ومن خلال شراكتها مع جامعة أميتي – فرع دبي، إحدى الجامعات الخاصة متعددة التخصصات الرائدة في الهند، تطبق جامعة السويدي – بوليتكنك مصر نموذج التعليم الهندي العالمي، الذي يُعد من النماذج الرائدة في تطوير معايير التعليم العالي بما يتماشى مع متطلبات الاقتصاد الحديث.