آراب فاينانس: قالت الدكتورة ميروز دوس، الرئيس التنفيذي لـ شركة عيادات داوي إنه ينبغي على المؤسسات الطبية تهيئة البيئة المناسبة، والمحفزة للأطباء، وذلك لمواجهة هجرة الأطباء مطالبة بإجراء دراسات لمعرفة التخصصات التي يعاني منها القطاع الطبي في مصر، خاصة أن إعلان هذه البيانات سيساهم في توجيه المؤسسات العلمية مثل كليات الطب في الجامعات والأطباء العاملين في الرعاية الصحية نحو التوجه في القطاعات التي تعاني من العجز في بعض التخصصات مشددة على أهمية دور القطاع الخاص الطبي في المشاركة في مشروع التأمين الصحي الشامل.
وأضافت في مقابلة حصرية مع آراب فاينانس، أن مصر بها كفاءات طبية ناتجة عن الخبرات العملية نتيجة تعاملهم مع حالات مرضية كثيرة، خاصة مع العدد الكبير للشعب المصري والذي تجاوز 108 مليون نسمة مشددة على أهمية توحيد معايير الجودة، لافتة إلى أن عيادات داوي تقدم خدمات صحية بجودة عالية وتكلفة مناسبة للطبقة المتوسطة في مصر، وإلى نص الحوار:
كيف ترين نقص الكوادر الطبية في مصر وهجرتهم للخارج؟
ما يحتاجه الطبيب في مصر هو العمل في بيئة مناسبة، تعطيه التقدير المعنوي والمادي، وفي الخارج يحدث ذلك، لذلك يضطر الطبيب عندما لا يجد التقدير المناسب له يسافر للعمل بالخارج، وأحيانًا قد يكون التقدير المادي في الخارج ليس أفضل من مصر لكن الطبيب بالخارج يحظى بالتقدير الأدبي والمعنوي، وإن كان بعض الأطباء لا يفضلون الهجرة في محاولة لتحسين البيئة الطبية في مصر.
لدينا في مصر عجز في العديد من التخصصات الطبية نتيجة هجرة الأطباء المصريين للخارج.. ما رأيك في هذه الظاهرة؟
لدينا بالفعل نقص كبير في عدد الأطباء نتيجة هجرتهم للخارج، وهناك أعداد تسافر حاليًا بنسب كبيرة، وهو بالطبع يؤثر على بعض التخصصات الطبية في مصر ووجود نقص بها.
ما هي الحلول المتاحة لمواجهة ظاهرة هجرة الأطباء؟
ينبغي على المؤسسات الطبية تهيئة البيئة المناسبة والمحفزة للطبيب، وللإعلام دور كبير في تحسين الصورة الذهنية لدى الجمهور عن الأطباء، إلى جانب الوعي بأهمية ودور الأطباء، كما نحتاج للاهتمام بالأطباء في الريف من خلال مراعاة الظروف التي يعملون فيها وتقديرهم ماديًا ومعنويًا.
كيف ترين تأثير التمويل والبنية التحتية على القطاع الطبي في مصر؟
نحن نواجه تحديات في مواجهة توافر البنية التحتية في بعض المدن خاصة أن معايير الجودة تتطلب شروط معينة مثل التجهيز المناسب، وإن كنا لا نواجه ذات التحدي في المدن الجديدة، وفيما يتعلق بالتمويل فقد دخل معنا صندوقين استثمارين للتمويل خاصة أن الخدمات الصحية هى خدمات أساسية غير ترفيهية، وهى في ذات الوقت تهدف للربح والاستدامة.
ما هى رؤيتك لمستقبل التكنولوجيا الصحية في مصر؟
العالم بالطبع يتغير بسرعة كبيرة في مجال الطب، وإن كان الطب من القطاعات التي تتأخر قليلًا في هذا المجال خاصة إنه يتعامل مع حياة البشر، ولا يمكن بالطبع التجريب عليهم بشكل قد يضرهم، وبالتالي تحتاج لوقت لتطبيقها لكن في ذات الوقت تم تطبيق التكنولوجيا على السجلات الطبية، والذكاء الاصطناعي حيث يتم بالفعل التطبيق من خلال إجراء بعض العمليات من خلال الروبوت، وهناك نظم تكنولوجية تستخدم في عمل الأشعات والتحاليل.
ما رأيك في استخدام التكنولوجيا في الكشف عن بعد؟
الكشف عن بعد يمكن استخدامه في تخصصات معينة، وهناك تخصصات أخرى، من الصعب استخدامه بها، حيث يحتاج الأمر للكشف المباشر على المريض وجهًا لوجه لتقييم حالته الصحية.
تتسم مصر بموقع متميز.. كيف يمكن استغلال ذلك في تنشيط السياحة العلاجية؟
مصر بلد كبيرة جدًا من الناحية السكانية وهو ما يعطي للطبيب ميزة، وخبرة عملية كبيرة نتيجة عرض الكثير من المرضى عليه بخلاف بعض البلاد الأخرى ذات العدد الأقل، لذلك الطبيب المصري عندما يسافر في الخارج، ويعمل داخل منظومة طبية يتميز كثيرًا نتيجة خبرته العملية، ولايزال الطبيب المصري له مكانته في دول الخليج على سبيل المثال، وفي مصر يمكن استغلال ذلك في السياحة العلاجية، وتنظيم مؤتمرات طبية لتبادل الخبرات مع خبراء وكوادر الطب في مصر وأقرانهم بالخارج.
كيف ترين تأثير تطبيق قانون التأمين الصحي الشامل على القطاع الخاص بشكل عام، وعلى عيادات مثل "داوي"؟
مشروع التأمين الصحي الشامل، هو مشروع كبير جدًا، وصعب ويحتاج وقت طويل لتنفيذه، وينبغي إعطائه الوقت الكاف لتطبيقه، خاصة أن المشروع يتعلق بصحة الناس، لكن من الواضح أن هناك هدف لتحقيق هذا المشروع وتطبيقه على كافة المحافظات، لكن في أثناء تنفيذ بعض المشروعات يحدث أحيانًا بعض العقبات وليس شرط أن تكون هذه التحديات لها علاقة بالمشروع ذاته بل يمكن أن يكون هناك مؤثرات خارجية.
كما أن القطاع الخاص سيكون له دور في هذا المشروع والمنظومة المرتبطة به، لأن القطاع الخاص يمثل نسبة كبيرة من الخدمات الطبية المقدمة في مصر، والحكومة بالطبع، دائمًا ما تبدي اهتمامها بالقطاع الخاص، ونحن كعيادات داوي نهتم بهذه الشراكة مع الحكومة في هذا المشروع حيث لدينا منظومة تكنولوجية وطبية قادرة على تلبية احتياجات المرضى في هذا المشروع، ونحن حصلنا على اعتماد من الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية GAHAR حيث يقيس هذا الاعتماد جودة الخدمة الطبية المقدمة للمرضى، ومعايير الجودة لدى المنشآت الطبية، وتعد أحد شروط المشاركة في مشروع التأمين الصحي الشامل، هو الحصول على شهادة الاعتماد والجودة ونحن من أوائل من حصلوا على هذه الشهادة في مصر.
ما هى أهمية توحيد معايير الجودة في القطاع الطبي؟
هناك أهمية كبيرة لتوحيد معايير الجودة حيث تقوم الهيئة العامة للاعتماد والجودة بمراجعة المعايير اللازمة عالميًا، وما يمكن أن يناسب مصر منها.
ما هي الرؤية التي تسعى الدكتورة ميروز دوس لتحقيقها من خلال عيادات داوي خلال الخمس سنوات المقبلة؟
هى نفس الرؤية التي بدأنا بها عند تأسيس عيادات داوي في عام 2018، وهى أن نستطيع إنشاء عيادات متكاملة تعطي كل الخدمات التي تحتاجها الأسرة المصرية في مجال العيادات بطريقة منظمة ومعيارية، حيث يحصل المريض على نفس الخدمة في أي من عياداتنا بأي مكان، بطريقة لائقة وبجودة عالية وتكلفة مناسبة، وهو ما يعني أن المريض سيحصل على هذه الخدمات سواء كان في القاهرة أو طنطا أو في أسيوط أو غيرها من فروعنا حيث نقدم خدماتنا للطبقة المتوسطة في مصر.
ونحن على دراية بأن هناك خدمات تقدم من جانب الحكومة، وخدمات تقدم أيضا بتكلفة مرتفعة من جانب بعض المؤسسات الطبية الخاصة، ونحن لا ننافس هذه الخدمات المذكورة لأننا في المنطقة الوسطى بين مقدمي هذه الخدمات. ونحن كما نشعر أن عملائنا ينتمون إلينا فالطبيب أيضًا يجب أن يشعر داخل عيادات داوي أنه يتبع مؤسسة تحافظ عليه، وتعطي له منافع وحوافز ودعمهم في استكمال دراستهم، وأن يعملوا في بيئة محفزة لهم لكننا في ذات الوقت نختار أطباء داوي بعد مرورهم على اختبارات عديدة، والأطباء في داوي هم أخصائيين واستشاريين ومنهم أساتذة جامعات، وهم على الأقل من الحاصلين على الماجستير والدكتوراة في الطب حيث تهتم وتدعم داوي تقدمهم العلمي.
كما نركز أيضًا على شخصية الطبيب وكيفية تعامله مع المرضى لأنه من المهم جدًا أن يشعر المريض أنه خرج من عند طبيبه أفضل مما كان، حيث تختلف طبيعة العيادات عن المستشفيات حيث يحتاج المريض إلى طبيب يستمع إليه جيدًا ويشعره بالإطمئنان والأمل في العلاج حيث كانت تجربة العيادات في مصر عندما بدأنا تأسيس عيادات داوي بها الكثير من الشكاوي الخاصة بعدم استماع الأطباء لهم، وإعطائهم الوقت الكافي، وقد عملنا في داوي على علاج هذه المشكلات لذلك نركز ليس فقط على مؤهلات الطبيب بل نهتم أيضًا بشخصية الطبيب وطريقة تعامله مع المرضى.
هل هناك خطط توسعية لعيادات داوي خلال الفترة المقبلة؟
نحن قبل تأسيس داوي أجرينا مسح شامل في مصر لمعرفة احتياجات المرضى في التخصصات الطبية التي عليها طلب مرتفع، وبدأنا بها، ومستمرون في معرفة الاحتياجات الطبية سنويًا من خلال عملائنا في 30 فرع لشركة عيادات داوي بكافة المحافظات المصرية.
ونحن نتميز في عيادات داوي بتسجيل المعلومات الطبية للمرضى على نظم إلكترونية ورقمية موحدة، وأن يكون لكل مريض ملفه الخاص وبرقم له، كما نهتم دائمًا بتقييم المرضى لنا بعد زيارتهم للطبيب لمعرفة رأيهم لتحسين الخدمة الطبية المقدمة.
أخيرًا ما هى الرسالة التي تريدين أن توصيلها للمرضى والمجتمع؟
هناك ضرورة لمعرفة احتياجات المرضى ودراسة المناطق التي ينتشر بها أمراض معينة وتوفير الأطباء لهم وفق التخصصات المطلوبة، وأهم شئ هنا البيانات الطبية التي يمكن أن توجهنا نحو العجز في بعض التخصصات، وتحفيز الأطباء على التخصص في هذه المجالات التي تحتاج إلى عدد أكبر من الأطباء لسد العجز في هذه التخصصات، والأمر هنا يحتاج لتنسيق وتواصل بين الجهات المختلفة مثل التواصل بين الجهات العلمية مثل كليات الطب والجهات التي تعطي الرعاية الطبية ليكون ذلك في خدمة المريض في النهاية، كما نحتاج مثلًا من الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء تحديد العجز في التخصصات الطبية المختلفة للوقوف على أبعاد الأزمة، ولتشجيع الجامعات والطلاب والأطباء على دراسة هذه التخصصات التي تعاني من العجز لأن هناك دور كبير للبيانات في اتخاذ القرار.