آراب فاينانس: طالب خبراء في القطاع السياحي بضرورة زيادة الميزانية المخصصة للتسويق السياحي من قبل الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي التابعة لوزارة السياحة لجذب مزيد من السائحين وإظهار المقاصد السياحية المتنوعة في مصر من معالم أثرية وثقافية وتاريخية وشاطئية فضلا عن السياحة البيئية والعلاجية.
دعم الميزانية المخصصة للتسويق السياحي
ومن جانبه قال إيهاب عبد العال، الخبير السياحي، ورئيس مجموعة بلومون للسياحة والفنادق، في تصريحات حصرية لـ آراب فاينانس إن مهمة التسويق السياحي للمقاصد السياحية المختلفة في مصر هى مهمة الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي وهم لديهم خطة تسويقية للترويج للمعالم السياحية في مصر، لكن هناك تحدي يواجه تحقيق النتائج المستهدفة لهذه الخطة التسويقية وهو التحدي المتعلق بمحدودية الميزانية المخصصة للتسويق السياحي.
وطالب عبد العال، بإعادة النظر في الميزانية المخصصة للتسويق السياحي من قبل الحكومة، وهيئة تنشيط السياحة مع ضرورة زيادتها لتحقيق النتائج المرجوة من الخطة التسويقية، خاصة في ظل المنافسة الكبيرة لجذب السائحين من قبل عدد من الدول بمنطقة الشرق الأوسط حيث تحتل دولة الإمارات الصدارة في عدد السائحين يليها السعودية ثم المغرب، وتأتي مصر في المركز الرابع في أعداد السائحين الزائرين لها، وبالنسبة للدول الأوروبية فتجتذب بعضها 60 مليون سائح وبالتالي لانزال نحتاج إلى الكثير من الترويج للأنواع المختلفة للسياحة المصرية وإظهار معالمنا للعالم.
وأشاد عبد العال، بالزيارات الأخيرة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي لعدد من الدول لتوجيه الدعوات لرؤساء الحكومات، والدول لحضور افتتاح المتحف المصري الكبير المقرر افتتاحه في يوليو المقبل.
وأوضح الخبير السياحي، أن القطاع الخاص يتمثل دوره في زيادة المبيعات السياحية بينما يتمثل الدور الحكومي في التسويق مشيرًا إلى أن جزء من إيرادات الشركات السياحية يوجه لصندوق تنشيط السياحة منوهًا بأن الهدف المعلن من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي والمتعلق بزيادة عدد السائحين من 16 مليون سائح إلى 30 مليون سائح يزورون مصر يتطلب زيادة سعة الغرف الفندقية في مصر بنحو 200 ألف غرفة فندقية جديدة، وهو ما يحتاج لضخ المزيد من الاستثمارات في القطاع السياحي، مع تشجيع الاستثمار في هذا المجال.
بينما قال الدكتور عاطف عبد اللطيف، الخبير السياحي، ورئيس جمعية مسافرون للسياحة والطيران، إن مصر لم تأخذ نصيبها العادل من السياحة العالمية، مقارنة لما تتمتع به من العديد من أنواع السياحة، فضلا عن تمتعها بالاستقرار والأمان، كما تتمتع مصر بالسياحة الشاطئية والعلاجية، وسياحة السفاري وتسلق الجبال فضلا عن سياحة الآثار التي يصل عمرها لنحو 7 آلاف عام من الحضارة الفرعونية، إضافة للسياحة الدينية مثل مسار العائلة المقدسة، والذي يمكن السائح من زيارته بداية من مدينة العريش بمحافظة شمال سيناء، وحتى محافظة أسيوط.
وأضاف عبد اللطيف، أن أبرز التحديات التي تواجه السياحة المصرية هى المنافسة الكبيرة من بعض الدول مثل تركيا واليونان والأردن، مطالبًا بضرورة استغلال افتتاح المتحف المصري الكبير في الترويج للآثار المصرية، مع الاستعداد الجيد لمواكبة الطلب المتوقع من السائحين خلال الفترة المقبلة من خلال زيادة عدد الطائرات سواء ما يتعلق بالطيران الداخلي أو الخارجي، وكذلك تطوير البنية التحتية للفنادق وزيادة الطاقة الاستيعابية بها مع زيادة أعداد الأتوبيسات السياحية.
استخدام التقنيات الحديثة للترويج للسياحة المصرية
وأكد الخبير السياحي أن الدولة المصرية بدأت تعمل على استخدام آليات جديدة للترويج للسياحة المصرية من خلال المشاهير والبلوجرز وتوجيه دعوات لهم لزيارة مصر، ونشر صور وفيديوهات لهم خلال زيارتهم لمصر ومعالمها السياحية مشيدًا باستخدام بعض التقنيات الحديثة للترويج للسياحة المصرية مثل استخدام نظارات الواقع الافتراضي لزيارة عدد من المتاحف المصرية عبر هذه التقنيات.
وطالب عبد اللطيف بضرورة تدريب الكوادر البشرية في القطاع السياحي مع توعية المتعاملين مع السائحين، لترك انطباعات جيدة مع السائحين الذين يزورون مصر مثل سائقي التاكسي وغيرهم لمنع استغلال السائحين وترك انطباعات قد تكون مسيئة للسياحة المصرية.
من جانبه قال الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء إن قطاع السياحة حقق تقدمًا كبيرًا خلال العام الماضي، حيث وصل عدد السياح إلى 15.7 مليون سائح، وهو أعلى رقم تحققه السياحة المصرية منذ عام 2010.
وأوضح مدبولي خلال لقاءه بأعضاء اللجان الاستشارية المتخصصة مؤخرًا أن الهدف كان الوصول إلى ما يقرب من 18 مليون سائح في عام 2024، ولكن بسبب الظروف الدولية، لم يتحقق الرقم المستهدف، رغم أن 15.7 مليون سائح يعد رقمًا تاريخيًا.
وأشار إلى أن الخبراء والعاملين في قطاع السياحة يرون أن مصر قادرة على مضاعفة هذا الرقم خلال فترة قصيرة، حيث يمكن الوصول إلى أكثر من 30 مليون سائح بحلول عام 2030.
وذكر رئيس مجلس الوزراء أن هذا الهدف قابل للتحقيق وأنه يجب وضع خطط واضحة ومحددة للوصول إلى هذا الرقم الطموح، مشيرًا إلى أهمية تحديد مستهدفات سنوية قابلة للتحقيق بدءًا من عام 2025، بحيث يتم تحديد الرقم المستهدف لكل سنة ومتابعة التنفيذ بشكل دوري لتحقيق النمو المستدام في هذا القطاع.
وأضاف مدبولي، أن العمل الجماعي بين الحكومة والقطاع الخاص والعاملين في صناعة السياحة سيكون مفتاح النجاح لتحقيق هذه الأهداف، مؤكدًا أن اللجنة المتخصصة التي تضم قامات كبيرة في قطاع السياحة ستسهم بشكل كبير في وضع الخطط وتنفيذها على أرض الواقع.
وأعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية في بيان رسمي نهاية ديسمبر الماضي أن إيرادات القطاع السياحي نمت 7.8% منذ بداية العام وحتى نوفمبر لتصل إلى 14.1 مليار دولار.
كما نما أعداد السائحين نمت بنحو 4% إلى 14.3 مليون سائح خلال نفس الفترة.
وأوضحت أن أعداد الليالي السياحية حققت نمواً حيث بلغت 151.3 مليون ليلة بنسبة زيادة قدرها 7.8% عن نفس الفترة من العام الماضي، كما بلغ حجم الإيرادات 14.1 مليار دولار بنسبة زيادة قدرها 7.8% عن نفس الفترة من العام الماضي.