معتز صدقي: مصر تمتلك العديد من نقاط القوة غير المستغلة في القطاع السياحي وينبغي تطوير المطارات

أخر تحديث 2025/05/20 03:26:00 م
معتز صدقي: مصر تمتلك العديد من نقاط القوة غير المستغلة في القطاع السياحي وينبغي تطوير المطارات

آراب فاينانس: قال معتز صدقي، مدير عام شركة ترافكو هوليدايز، إحدى شركات ترافكو القابضة، ونائب رئيس لجنة السياحة بغرفة التجارة الأمريكية، إن مصر أمامها فرص ذهبية في القطاع السياحي، وعلى الحكومة أن تعمل على تطوير المطارات، وزيادة الطاقة الاستيعابية بها مع زيادة مناطق الهبوط بأماكن غير نمطية، وتسهيل الحصول على الأراضي المخصصة للاستثمار السياحي من خلال بيعها للمستثمر المحلي بأسعار مناسبة مع تسهيل طرق الحصول على التراخيص اللازمة.

وأضاف صدقي، والذي يمتلك خبرة تصل لـ 43 عامًا في قطاع السياحة في مقابلة حصرية مع آراب فاينانس أنه ينبغي الاهتمام بسياحة الترانزيت وتوجيه الضوء والتسويق الجيد لنقاط القوة لدى مصر ومواردها، وإلى نص الحوار.   

كخبير في قطاع السياحة ما رؤيتك للدفع بنمو قطاع السياحة في مصر؟

لقد عاصرت تحديات كثيرة لقطاع السياحة في مصر منذ كان الدكتور ممدوح البلتاجي وزيرًا للسياحة في مصر، ومنذ كانت مصر وجهة ثقافية فقط، وليس هناك سياحة بالبحر الأحمر وسيناء، واعتبر نفسي شاهدًا على العصر، وعلى التغيرات الكبيرة التي حدثت من حيث عدد السائحين ونوعيتهم، وشكل صناعة السياحة بشكل عام. وأرى أن أي دولة تنظر للمقومات السياحية التي تمتلكها، وكيف تدر عليها عوائد دولارية سريعة، وهناك فرق هنا بين الدولة السياحية التي تمتلك الطرق والبنية التحتية والإنترنت القوي، ومناطق الخدمة المختلفة مثل المطاعم وغيرها من الخدمات، لكن كونك تمتلك آثار وبحار ورمال ليست كافية لو لم تكن لديك البنية التحتية اللازمة للوصول لهذه الآثار أو المناطق السياحية مثل البحار والجبال وغيرها.

إذن ماذا نحتاج لتطوير قطاع السياحة؟

المسئولون في مصر، والحكومة، والقيادة السياسية بدأت تنظر للسياحة بنظرة مختلفة عن السابق، وبدأوا يشعروا أن عودة رأس المال، واتخاذ قرار باستقبال بعض الجنسيات وتسهيل وصولها لمصر، ينعكس على المدخلات الدولارية بشكل كبير، والحل هنا ليس في زيادة أعداد السائحين بينما يتعلق بالعوائد الدولارية من هذا العدد، والسياحة لا يجب أن تقاس بأعداد السائحين، وبالليالي السياحية بقدر ما تقاس بالإنفاق السياحي، ونوعية السائحين القادمين لمصر، وماذا ينفقون خلال زيارتهم لمصر، ومن المعلوم أن معظم منظمي الرحلات العالميين يحتكرون 70% من الطائرات القادمة لسيناء والبحر الأحمر، كما أن السياحة الثقافية لا تحصل على أكثر من 30% رغم إننا بلد ثقافي لدينا نهر النيل، والآثار بالأقصر وأسوان ومراكب بالنيل وفنادق تاريخية بالأقصر وأسوان، لكن هذا ليس كافيًا لأننا نحتاج إلى توسيع المطارات وتطويرها، وزيادة نقاط الهبوط والمطارات لاستقبال أعداد أكبر من السائحين، بعيدًا عن مطار القاهرة، الذي يجب أن يعاد بنائه وتهدم منه بعض الأجزاء ليتم بنائه بشكل يخدم تطورات السوق.  

كما يجب أن نستعد جيدًا فيما يتعلق بالمطارات وشكلها والخدمات المقدمة بها لاستقبال السائحين، كما يجب أن تكون إدارة المطارات من خلال القطاع الخاص، وهذا لا يتعارض مع تأمين المطارات بشكل متكامل من جانب الحكومة، لأن هذا سيؤدي لاستفادة العديد من المحال التجارية خلال رحلات الترانزيت، وهؤلاء السياح يدفعون مبالغ طائلة دون أن يدخل البلد أساسًا.

 كما لدينا نوع أخر من السياحة وهو سياحة المؤتمرات ونحن ليس لدينا مكتب للترويج لسياحة المؤتمرات، رغم أن دول مثل الأردن والإمارات وسلطنة عمان لديهم مكاتب للترويج لسياحة المؤتمرات، وأنا أعلم أن وزير السياحة مهتم بنوعية المنتج المصري لكن في ذات الوقت يجب أن نعول على بعض الأشياء الجاذبة للسائحين وبعض أنواع السياحة والتي تدر عوائد دولارية ضخمة.    

ما رؤيتك لما يسمى بالسياحة المستدامة وهو توجه عالمي حاليًا؟

هناك حاليًا نوعيات مختلفة من أنواع السياحة ومنها السياحة المستدامة، والتي يحرص عليها العالم الآن حيث تتعدد أبعاد هذا النوع من السياحة، منها البعد الاجتماعي، وهو البعد المتداخل مع البيئة المحيطة للمنطقة السياحية، والسكان المحيطين بالمنطقة سواء كانت مدينة صغيرة أو قرية محيطة بالمنتج السياحي أو الفندق السياحي، بحيث تكون الاستفادة ليس فقط للمستثمر لكن للمجتمع المحيط بالمنطقة السياحية أيضًا، ويعد هذا البعد من أهم أبعاد الاستدامة في القطاع السياحي، وهناك أيضا البعد المتعلق بالحفاظ على البيئة المحيطة بالمنطقة السياحية، أو المنتجع السياحي، أو الفندق السياحي بحيث لا يتم التأثير سلبًا على البيئة البحرية المحيطة بالمنطقة السياحية مثل الشعاب المرجانية بحيث لا تتغير سلوكيات الكائنات الحية بالمنطقة مثل الأسماك البحرية مع تقليل معدل الانبعاثات الكربونية بما يؤثر على البيئة المحيطة بالمنطقة السياحية ولذلك نطالب بتقليل هذه الانبعاثات الضارة.

 كما يتعلق البعد البيئي بتقليل المنتجات البلاستيكية، واستخدام العناصر الصديقة للبيئة، والفنادق التي تحصل على اللون الأخضر تجذب عدد من السائحين من عدة جنسيات مثل ألمانيا وبريطانيا، وتعد الاستدامة توجه عالمي، وتريند وموضة لحد كبير، وإن كانت الدول العظمى مثل أمريكا والصين، وغيرهما لا يلتزمون بالأبعاد البيئية والحفاظ على البيئة من الملوثات الكربونية.

كيف يمكن زيادة الوعي بالسياحة والتعامل مع السائحين؟

يجب الاهتمام بالتوعية أولًا للنشء، وحتى نكون منصفين هناك العديد من الأشخاص يروجوا لفيديوهات على السوشيال ميديا تسئ للسياحة المصرية رغم أن هذه الفيديوهات يتضح عدم صدق وقائعها بعد تفريغها والتحقق منها.

ما هى الدول المنافسة لمصر في قطاع السياحة وفرص مصر لجذب السائحين؟

في السابق، وفي عهد الدكتور ممدوح البلتاجي وزير السياحة الأسبق وبعده أيضًا كانت مصر تشترك مع الأردن واليونان في تسويق الدول الثلاثة في رحلة سياحية واحدة للسائح بحيث يأتي السائح ببرنامج واحد حيث يزور في الصيف اليونان، وفي الشتاء يزور مصر والأردن، وكان في السابق قد يتم وضع برنامج لزيارة القدس مع اليونان أو القدس مع مصر كسياحة دينية، وحاليًا يفكرون في تنظيم رحلات لبواخر سياحية بالمناطق الدينية، وتعد المنافسة حاليًا منافسة موسمية، وليست طوال العام حيث أصبحنا نمتلك شواطئ مميزة في الساحل الشمالي والعلمين الجديدة تنافس مع هذه الدول مثل الإمارات وتركيا بحد كبير، وإن كانت المنافسة معهم بشكل موسمي. فالشتاء موسم جاذب في مصر بينما في الصيف قد تضيع بعض الفرص من مصر.

ما هى الطرق التسويقية التي ترى أنها قد تكون ناجحة لجذب السائحين لمصر؟

نحن في مصر لدينا أشياء كثيرة لا نوجه الضوء إليها بشكل كافٍ فالبعض يروج للبيتزا الإيطالية والمكرونة الإيطالية كأسلوب للدعاية للسياحة الإيطالية، بينما في الحقيقة أننا لم نفكر في التسويق للمانجو المصرية التي تعد لا مثيل لها حول العالم، كما أن الطماطم نفسها على سبيل المثال والتي توضع على البيتزا الإيطالية في إيطاليا قادمة من قرية مصرية بالدلتا المصرية، كما أن كل الياسمين الذي يصنع منه جميع البرفانات لفرنسا يأتي من قرية صغيرة من الدلتا، ولدينا في مصر أكبر رقعة زراعية للبلح والنخيل في العالم كله، وبالتالي نحن في مصر لدينا أشياء كثيرة تتعلق بالمأكل والمشرب يمكن أن يصمم لها برامج سياحية، لأن هناك بعض السائحين يفكرون عند زيارتهم لبلد معين ماذا سيأكلون فيها.

كما ينبغي وضع صورة متكاملة للسياحة في مصر بجانب الترويج للآثار مثل الأهرامات وغيرها، كما لدينا السياحة العلاجية والتي لا يتم الترويج لها بشكل جيد، حيث لدينا أطباء ممتازين فيمكن عمل تأشيرة للمرضى فضلا عن التأشيرات العائلية، وبالنظر لقيمة العملة المصرية غير القوية فنحن لدينا فرص كبيرة لنكون مقصد سياحي جاذب.

هل لدينا بيروقراطية تعوق القطاع السياحي في مصر؟

نحن لدينا القرار السياحي في مصر مختلف عن الدول المنافسة المجاورة، حيث لدينا قوانين متعددة تحكم القطاع السياحي، حيث نحتاج تقليل عدد الشبابيك الإدارية التي تصدر التصاريح، مع التوجه نحو الرقمنة في المطارات، وفي الجهات ذات الصلة بالقطاع السياحي، ولدينا وزارة الاستثمار مستعدة لذلك، وبالنظر للمملكة العربية السعودية عندما أقامت مؤتمر الهاكثون لابتكار طرق تسهل الحج والطواف وجدنا أن الـ 6 أشخاص الفائزين بأفضل التطبيقات الإلكترونية التي تسهل هذا الأمر هم مصريين.

كما أن الروبوت الصغير المستخدم  من شركة أمازون والذي ينقل البضائع ويضعها داخل صناديق كلها مصنعة في مصر بأيدي مصرية، وتديرها شركات مصرية أمازون مصر، وبالتالي فلا شئ يعيقنا في مجال الرقمنة، ولدينا الإمكانات في هذا الأمر.

ما الذي يجب أن تفعله الحكومة لزيادة الفرص المتاحة أمام مصر في القطاع السياحي؟

هناك العديد من نقاط القوة غير المستغلة في القطاع السياحي في مصر ومصر لديها فرصة ذهبية لفتح البوابة أمام هذه الفرص من خلال زيادة الطاقة الاستيعابية للمطارات وزيادة نقاط الهبوط في الدولة المصرية بمناطق جديدة وغير نمطية وهو ما سيجتذب العديد من الطيران العارض للهبوط في مصر وفي ذات الوقت نحتاج توسعة المطارات الدولية الكبيرة لتستوعب عدد أكبر من السائحين، وهذا سيكون له مردود إيجابي غير طبيعي حتى بدون تسويق.

 كما لابد من زيادة الغرف الفندقية خاصة في المناطق السياحية، فمصر أصبحت منطقة جاذبة، لأن العديد من دول العالم بدأت تستثمر في مصر استثمارات ضخمة وتريليونية.

ما رأيك في نمو معدلات الاستثمار في القطاع السياحي؟

أؤكد هنا على أن أراضي الاستثمار السياحي التي توفرها هيئة المجتمعات العمرانية التابعة لوزارة الإسكان مرتفعة السعر. كما أن المستثمر المحلي لن يستطيع شرائها، لأنه سيستغرق نحو 20 عامًا ليحقق مكاسب، ويحصل على ما دفعه من أموال لكن في حالة إعطاء إعفاءات للمستثمر المحلي، وبيع الأراضي المخصصة للاستثمار السياحي بأسعار مناسبة سيكون هناك بناء سريع للفنادق والمنتجعات السياحية وزيادة للطاقة الاستيعابية الفندقية وبالتالي نحتاج لرؤية في هذا الأمر.

أخبار متعلقة