خبراء يطالبون بضرورة الاستفادة من الحرف التراثية في مصر لزيادة الإيرادات السياحية

أخر تحديث 2025/06/02 03:43:00 م
خبراء يطالبون بضرورة الاستفادة من الحرف التراثية في مصر لزيادة الإيرادات السياحية

آراب فاينانس: طالب خبراء في مجال السياحة، والآثار، والحرف التقليدية والتراثية، بضرورة وضع خطة لحصول السائحين الزائرين لمصر على تجربة كاملة وشاملة للتعرف على التراث المصري مؤكدين على ضرورة إنشاء وزارة للحرف التراثية والتقليدية للاستفادة منها في زيادة الناتج المحلي الإجمالي للدولة والإيرادات السياحية.

ومن جانبها قالت الدكتورة رانيا ممتاز أستاذة الآثار بجامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب في تصريحات حصرية لـ آراب فاينانس إن استغلال الحرف اليدوية في زيادة الإيرادات السياحية بمصر يتطلب دمج التراث بالحضارة الحديثة، عبر استخدام التكنولوجيا والابتكار في تقديم تجربة سياحية مميزة.

وأضافت ممتاز أن افتتاح المتحف المصري الكبير فرصة ذهبية لتطوير هذا القطاع، ليس فقط كمكان لعرض القطع الأثرية، بل كمركز حياة ثقافية مستدامة تدعم الحرف اليدوية وتعزز مكانة مصر كمقصد سياحي عالمي متفرد.

وأشارت إلى أن الحرف اليدوية والتقليدية في مصر تمثل إرثًا ثقافيًا عريقًا يشهد على تاريخ طويل من الإبداع والمهارة، ويشكل هذا التراث جزءًا أساسيًا من الهوية الوطنية، مع تزايد اهتمام السياح بالبحث عن تجارب ثقافية أصيلة، حيث بات من الضروري اعتماد أساليب مبتكرة لإعادة إحياء هذه الحرف، بحيث تتجاوز مرحلة البيع المباشر للمنتجات، لتصبح تجارب تفاعلية جذابة تعزز من قيمة السياحة الثقافية، ويأتي افتتاح المتحف المصري الكبير خلال الفترة المقبلة كفرصة تاريخية لدمج الحرف اليدوية مع التكنولوجيا والتجارب المبتكرة، ليصبح المتحف مركزًا ثقافيًا ينبض بالحياة والابتكار.

 وأوضحت أن أشهر الحرف اليدوية والتراثية  في مصر تشمل الفخار اليدوي، والنسيج والتطريز، وصناعة السجاد، والنجارة والنقش على الخشب، وصناعة المجوهرات التقليدية، وصناعة السلال من القصب والنخيل، ومع ذلك، فإن بعض هذه الحرف تواجه خطر الاندثار بسبب التغيرات الاقتصادية والاجتماعية، مثل صناعة الورق البردي اليدوي والنقش على المعادن والخشب، لافتة إلى أن الحفاظ عليها يتطلب استراتيجيات جديدة تواكب العصر وتعيد جذب الأجيال الجديدة.

واقترحت ممتاز عدة استراتيجيات تفاعلية غير تقليدية لإحياء الحرف اليدوية منها القرية الحرفية التفاعلية الذكية بجانب المتحف، وإنشاء قرية حرفية تستخدم تقنيات الواقع المعزز  والواقع الافتراضي لعرض تاريخ الحرف، وكيف تطورت، مع محطات تفاعلية يستطيع فيها الزائر تجربة صنع المنتج يدويًا أو مشاهدة الحرفي بزاوية 360 درجة، مما يجعل التجربة تعليمية وترفيهية في آن واحد، لإعادة خلق ورش الحرف القديمة، حيث يمكن للزوار خوض تجارب افتراضية تفاعلية تحاكي مراحل إنتاج القطع الحرفية، ثم تطبيق مهاراتهم عمليًا داخل الورش الحقيقية.

ورش عمل حية بمشاركة الحرفيين والذكاء الاصطناعي

كما طالبت بضرورة دمج الحرفيين المحليين مع تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التي تساعد في تصميم قطع حديثة مستوحاة من التراث مع جعل الزوار يشاركون في ورش حية لتعلم الحرف ثم تصميم قطعة شخصية بمساعدة تقنيات رقمية.، وكذلك إنشاء عروض مسرحية حية تسرد تاريخ الحرف وتطورها، مع عرض الحرفيين، وهم يبدعون منتجاتهم أمام الجمهور، مما يخلق جواً تفاعليًا يمزج بين التعليم والترفيه ويقرب الزوار من الحرف بطريقة إنسانية وقريبة.

الورش المتنقلة

وأكدت ممتاز على ضرورة تجهيز ورش حرفية متنقلة تزور المدارس والأماكن العامة، وتقدم دروسًا وتدريبًا عمليًا، وتوفر فرصًا للتفاعل المباشر مع الحرفيين، مما يوسع دائرة المستفيدين ويحفز المهتمين على اقتناء المنتجات ودعم الحرف، فضلا عن تنظيم مخيمات تدريبية وسياحية تستضيف الزوار لفترات تمتد من أيام إلى أسابيع لتعلم الحرف بشكل مكثف، ما يخلق تجربة غامرة وعلاقة عميقة مع التراث الثقافي ويحفز الإبداع الشخصي.

كما ينبغي حسب الدكتورة رانيا ممتاز  تشجيع الشباب عبر مسابقات وطنية ودولية تقدم جوائز وفرص عرض للأعمال، مع التركيز على دمج التراث بالتصميم العصري، لدفع عجلة التطوير والابتكار في عالم الحرف اليدوية.

الذكاء الاصطناعي في تعليم الحرف

كما شددت ممتاز على ضرورة استخدام تطبيقات ذكية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتقديم ملاحظات فورية للمتعلمين وتوجيه شخصي، مما يسرع من إتقان المهارات ويجعل التعلم متاحًا للجميع وكذلك تشجيع التعاون بين الحرفيين والفنانين والمصممين لإنتاج قطع فنية تجمع بين الأصالة والحداثة، تُعرض في المتحف ضمن معارض دورية، مع ورش تصميم تفاعلية.

مسارات سياحية للحرف اليدوية

وأشارت إلى إمكانية تنظيم مسارات سياحية تربط بين ورش الحرف التقليدية في مختلف المحافظات، تتيح للزوار التعرف على مراحل الإنتاج ومشاركة الحرفيين، مع ربط هذه المسارات بالمتحف المصري الكبير كنقطة محورية مع إطلاق مهرجان سنوي للحرف اليدوية يجمع الحرفيين والمصممين والسياح، يتضمن عروضًا وورشًا ومسابقات وأنشطة تعليمية، مما يعزز الوعي ويزيد من الطلب على المنتجات.

توثيق الحرف اليدوية الشفوية

وأوضحت أنه يمكن أيضا جمع وتسجيل قصص الحرفيين وتاريخ الحرف في أفلام وثائقية وشاشات تفاعلية داخل المتحف، مما يخلق صلة عاطفية عميقة بين الزائر والتراث الحرفي، مع استغلال المتحف المصري الكبير كمنصة حيوية للحرف اليدوية، وتخصيص مساحات عرض دائمة للحرفيين مع دمج التكنولوجيا التفاعلية، وتقديم برامج تدريبية وزيارات تعليمية للطلاب والشباب داخل المتحف.، وتنظيم فعاليات وورش عمل تفاعلية دورية تجمع بين التراث والابتكار مع استثمار افتتاح المتحف المصري الكبير في حملات ترويجية عالمية تبرز الحرف اليدوية كجزء من تجربة زيارة مصر الثقافية.

واختتمت ممتاز قائلة إنه يمكن للحرف اليدوية التقليدية أن تتحول من منتجات تُباع إلى تجارب ثقافية تفاعلية تجذب السياح وتدعم الاقتصاد المحلي، خصوصًا مع الدعم والابتكار الذي يوفره المتحف المصري الكبير إذ إن تبني هذه الاستراتيجيات غير التقليدية سيساهم في حفظ التراث وتنشيط السياحة الثقافية بشكل مستدام وإعادة إحياء لحرف اندثرت لتشجيع الشباب المحب على تعلمها، وإتقانها.

الاستفادة من التجربة المغربية في الحرف اليدوية

من جانبه طالب الدكتور جلال عبادة، أستاذ العمارة بجامعة عين شمس بإنشاء وزارة للحرف التراثية والتقليدية لافتًا إلى أنه ينبغي وضع خطة حتى يستفيد السائح من تجربة كاملة تتضمن التعرف على التراث المصري مشيرًا إلى أن لدينا في مصر القاهرة التاريخية ومنطقة خان الخليلي وبها العديد من الحرف التقليدية والتراثية التي يجب دعمها والحفاظ عليها حتى لا تندثر.

وأضاف عبادة، أن تراثنا ملئ بالكثير من الكنوز التراثية التي يمكن الاستفادة منها بما في ذلك الأكلات الشعبية التي يمكن تطويرها مثل الكشري والطعمية كوجبات مصرية أصيلة فضلا عن الملابس الشعبية المصرية كما يمكن الاستفادة من التجربة المغربية في مجال الحرف اليدوية والتقليدية حيث تمثل 9% من الدخل القومي المغربي مشددَا على ضرورة وضع سياسة واضحة لتعظيم الاستفادة من الحرف التقليدية واليدوية في مصر بما يساهم في زيادة الإيرادات السياحية.

وحسب تقرير حديث لـ مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، فإن قطاع الحرف اليدوية في مصر يمتلك فرصًا حقيقية تدعم نموه وتطويره حيث سلَّط التقرير الضوء على الحرف التراثية واليدوية في مصر وأنواعها والتي تشمل 11 نوعًا وهي الخيامية، وصناعة الخزف والفخار، التلِّي، التطريز السيناوي، المشغولات النحاسية، الدباغة والمصنوعات الجلدية، النسيج اليدوي، السجاد اليدوي، الخوص والجريد، ورق البدري، صناعة الزجاج، مشيراً إلى أنه  يعمل أكثر من 2 مليون شخص بهذا القطاع حتى عام 2024، مما جعل للقطاع أهمية اقتصادية كبيرة.

 

أخبار متعلقة